بيني وبين الفنانة هيام يونس صداقة منذ سلكت مسلك الإعلام .

لا أدري كيف أصبحت قريباً منها ومن زوجها أنطوان شهوان إلى درجة لم تتخلف مرة عن تلبية دعواتي الكثيرة .

رافقتها في زيارة إلى الشاعر أسعد السبعلي التي غنت له ونشرت نصوص أغنياتهما في كتابي " غابت الشمس " .

دعوتها لتحيي أمسية ترانيم في دير مار سمعان أيطو بعد إعلان رفقا أول قديسة من لبنان .

أذكر حفاوة الأخت ماري سيمون نكد في ذاك المساء من أيلول وكانت تطلق كتاباً جمعت فيه قصائد ونصوص أدباء وشعراء من أمسياتهم يوم التطويب .

يومها إتصلت بي " الست هيام " تطلب مني التوسط مع إدارة إذاعة صوت الغد لإنتاج ترنيمة التقديس .

الأغنية - الترنيمة كانت حصرية للإذاعة ومنها : وجك يا رفقا نعمة بتكفينا - صرتي قديسة يا رفقا تشفعي فينا ….

كنت مشاركاً في حلقتها التكريمية على شاشة الOTV مع الزميلة داليا داغر في " عسطوح بيروت " وكنت حاضراً أصفق بحرارة ليلة كرمها مهرجان " الموركس دور " تغني الديو مع النجمة نانسي عجرم ما لحنته بنفسها : دق بواب الناس كللا وبالاخر دق بوابي"

كما عاد وكرمها مهرجان الزمن الجميل  .

هيام الأصيلة التي تتقن الغناء بالفصحى والعامية بنفس الجودة لها قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في العالم العربي.

زواجها تأخر وأحزانها لم تتأخر.

خسرت شقيقها الذي غنت له "يا حبيب الدار طولت المشوار" وشقيقتها الفنانة الكبيرة نزهة يونس التي تدللها ب"نزوهتي" وبقيت تناضل لتصمد على المسارح الكبيرة بثيابها الفولكلورية وبالسبحة التي تداعبها حياتها رقصاً وهيصات .

شاركت الفنانة هيام يونس في إحياء الذكرى السنوية الأولى لغياب الشاعر جورج يمين في باحة سيدة الحصن وغنت له من ألحان روجيه بندلي : غنيلي صوتك سمعني - غنيلي طفلي رجعني - غني لي شرقي - شو بحب الشرقي…

وتشاركت مع الفنان غسان الشدراوي أغنية : راح البرد والصيف جايي عالبواب…

دعوتها لتغني للعمر الثالث في نشاط بمدينة زغرتا أحيته جمعية " متكبر سوا " لبت النداء وكانت سخية بالغناء والطرب.

ذكرتها في كتابي الصادر عن الشاعر أسعد السبعلي في الأغنية اللبنانية "غابت الشمس ":

"يا بيّي الروحي ، كيف قدرت تكون ألف شاعر في شاعر ..
وكيف قدرت تملك كلّ مرايا الحسن هيدي ، بكلماتك المدهبّي ..

ولأنك أسعد السبعلي ، هنيئاً أسعد السبعلي .. هنيئاً إلك يا بيّي مشوار الخلود ( ... ) "

هي غنّت للسبعلي أكثر من أغنية ( ضيعتي ، يا ميمتي .. ) ،

ومن أغنيتها المشهورة للأطفال أنا بحبّ الماما ( ألحان محمد جمال ) :

" أنا بحـبّ الماما / يا تسلملـي الماما

أحلـى من الهديّـي / ومن غفوة عينيّـي

بسماتـك يا ماما ..

يا ماما خلّينـي / عا زنودك إغفـى

إنت البتحبّينـي / وبقربــك إدفــى

يا ضحكة إيامّي / يا فرحة أحلامـي

يا أحلـى ماما ..

ومثلما غنت أغنية الأطفال بالعامية وبإمتياز ، قدمت القصيدة بشكل ممتاز : تعلق قلبي طفلةً عربيةً والنص الشعري منسوب للشاعر امرؤ القيس من الحان الموسيقار السعودي طارق عبدالحكيم .

استطاعت بشحن صوتها أن تعيد أفراداً من المغتربين إلى أوطانهم حين وقفت على مسارح العالم تنشد : سافر يا حبيبي وارجع  "التي غنتها مع الفنان الأردني الراحل  عبده موسى التي جمعتها به صداقة قوية تمددت لكل أفراد أسرته .

تحرص في كل مقابلاتها على إستذكار المخرج هنري بركات الذي كان مكتشف شقيقتيها وهي في آن .

- * مثلت في فيلمين: "قلبي على ولدي وكانت بعمر الخمس سنوات - إلى أين ..."بعمر السبعة أعوام .

- في رصيدها الغنائي ٧٠٠ أغنية منه ١٠٠ في إذاعة لبنان أبرزها "دق أبواب الناس - أبعد عن حياتي - العيش والملح - أم الجدايل - بحبك لا تسأل - تعلق قلبي -ما باله لا يرحم - عذراء - سمراء - جاري يا حمودة - حبيب الدار - حبيب القلب - دمعات العين - رمت الفؤاد - سافر يا حبيبي وارجع - ريدها ريدها - سرقوني عيونك - سلملي ع الغالي - طارت الطيارة - لا تسألوني - لا تحية لا كلام..."
وأول اغنية لها من كلمات ميشال طعمة والحان وديع الصافي" أنا زغيري ومشكلتي كبيري ما بعرف كيف بحلا يا دلي يا تعتبري" .

- ألقابها : الطفلة المعجزة - معجزة القرن العشرين كما أسماها الرئيس الراحل بشارة الخوري الذي احتضنها مع الرئيس الراحل رياض الصلح - نجمة الشرق حين باعت احدى اغنياتها مليون نسخة  - مطربة القصائد .

وصفها الموسيقار محمد عبد الوهاب لإحساسها المرهف بصاحبة أخطر أحساس ، فيما إعتبرها النقاد "الجامعة الغنائية العربية إذ غنت مختلف الألوان واللهجات.

حازت على وسام شرف من جمعية الثقافة والفنون الفرنسية وتكريمات كثيرة .

هيام التي نظمت الشعر هي صغيرة عائلة  تألفت من ١٢ فرداً .
- ونزهة يونس ؛:

أطلقت صرخة الحياة في حضن الطبيعة الخلابة حيث أصبحت هذه الغابة لبلدة « تنورين » اللبنانية محمية وطنية .

 نزهة يونس مواليد  10 ايار 1937 ... تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة الراهبات، وفي سن العاشرة تقريبا إكتشف الناس جمال صوتها عند ظهورها في ليالي الأفراح .

حققت مجموعة حفلات أحيتها في دمشق شهرة كبيرة زادت من رصيدها.
ثم عادت إلى لبنان لتقديم عروض على مسرح إستعراضي وظّف خصيصاً لها نتيجة إهتمام رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك «بشارة خوري» ورعايته لها في أواخر أربعينيات القرن العشرين، وأصبحت تُدعى لإقامة  الحفلات بناء لطلب كبار الشخصيات على الصعيدين الإجتماعي والسياسي.  

فشل زواجها من  النقيب إحسان صادق ( طانيوس أنيس خاطر ) بعد أن إلتقيا معاً في عمل غنائي بعنوان «يا هوا بلادي .. نسّم ع اولادي»  ولم يدم طويلا رغم تدخل العديد من الأصدقاء المشتركين للتوفيق بين الطرفين.
كررت تجربة الزواج مرة ثانية من خارج الوسط الفني واستقر بها المقام في بلاد المهجر إلى أن رحلت عن عالمنا في عام 1992.

 أول افلامها التي قدمتها مع شقيقتها هيام يونس في "قلبي علي ولدي "مع كمال الشناوي وشكري سرحان وأمينة رزق من إخراج هنري بركات وفيلم إلى أين الذي نشر وجهها في العالم حين وصل الى مهرجان كان من إخراج جورج نصر ( مع شكيب خوري ومنير نادر )وإشتركت أيضا في فيلم إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات - مين رضي بقليله - ولدت من جديد - لكن الجمهور اللبناني يحفظ وجهها كثيراً صاحبة البار وبنت الكار وصديقة الإحتلال التركي التي تتآمر على المناضلين اللبنانيين في فيلم سفر برلك.