محطة البارد تعود الى العمل... فهل يتوقف التحريض السياسي المذهبي؟
كتبت ليليان رجب
تعود مشكلة محطة البارد الى الواجهة مع كل أزمة إنقطاع للتيار الكهربائي عن محافظة عكار، وتترافق مع سلسلة تساؤلات حول الأسباب التي تحول دون تفعيل العمل في معمل نهر البارد (وهو عبارة عن محطتين جهّزتا بقدرة إنتاجية 17.2 ميغاواط)، وأسباب توقفه، خصوصا أن العديد من الدراسات تؤكد أن معمل البارد قادر على تغذية عكار والقرى والبلدات المحيطة بحوالي17 ميغاواط من التيّار الكهربائي، لو تم تفعيله ووضعه على الطريق الصحيح. فما الذي يحول دون تحقيق الغاية المنشودة؟ وما سببب إضراب العمال والموظفين بشكل مستمر؟ وما هو واقع حال المحطة؟
العديد من الوقفات الاحتجاجية نفذت أمام معمل كهرباء نهر البارد، إن كان من قبل المواطنين وفاعليات المنطقة للمطالبة بإصلاح الأعطال وتأمين التيار الكهربائي لتوفير أبسط احتياجات المواطنين من إنارة وتدفئة. فضلاً عن إعتصامات متكررة للموظفين والعمال للمطالبة بدفع رواتبهم المستحقة ورفضهم تخفيض عدد العمال.
وكان المعتصمون قد طالبوا مرارا، بتشغيل محطات عيون السمك القادرة على إنتاج 5 ميغاوات من الكهرباء والتي تعمل على طاقة المياه، توصيل هذه المحطات في ما بينها مع العلم أن كابل التوصيل موجود وبحاجة فقط إلى قرار، تركيب أحد عشر عامودا لتقسيم مخارج الكهرباء بشكل متوازن للحيلولة دون الإنقطاع المستمر بسبب الحمولة الكبيرة، صيانة مستمرة للتوربينات الموجودة أو حتى استبدالها أو زيادة عددها مع توسيع البحيرة الموجودة وتنظيفها بشكل دائم ما يؤدي إلى ضخ أكبر لكميات المياه المخصصة لتوليد الطاقة، وبالتالي تأمين ما يقارب 30 ميغاواط من التيار الكهربائي بحسب الدراسات التي وضعت في هذا الخصوص. كل تلك المطالب لم تلق آذانا صاغية، من قبل المعنيين وعدد من نواب المنطقة،الذين إقتصر عملهم على تفقد المعمل والدعاية الاعلامية من دون الوصول الى أي نتيجة تذكر.
"الاضرابات المستمرة لم تلقَ آذانا صاغيّةً من قبل وزير الوصاية ورئيس مجلس الوزراء ومجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، كما أن عددا من نواب المنطقة إطلعوا على واقع المحطة من دون التوصل الى أي نتيجة، وهو ما دفعنا للجوء الى جهات سياسية أخرى بمساعي من بعض الناشطين والمهتمين برفع الحرمان عن عكار"، يقول أحد الموظفين في المحطة لموقع "06"، مؤكدا "أن الملف جرى وضعه بعهدة مسؤولين في حزب الله، الذين عمدوا الى إيصاله للوزير مباشرة، ومتابعته حيث وضع ضمن بنود جلسة مجلس الوزراء وتم الموافقة على البند المتعلق بشركة كهرباء البارد والقاضي بتحويل إنشاءات امتياز كهرباء البارد الى مؤسسة كهرباء لبنان، وتزامنا تم فك الاضراب والعودة الى العمل مباشرة، بحضور مسؤول قطاع الشمال في حزب الله الشيخ رضا أحمد، ورئيس جمعية "وتعاونوا"، الحاج عفيف شومان".
وفي تفاصيل عودة العمل الى معمل الكهرباء، يؤكد أحد العمال "أن فرق الصيانة التابعة لشركة كهرباء البارد باشرت بأعمال صيانة المعامل وتوربينات توليد الطاقة الكهرومائية ومفاتيح التشغيل التي تنقل الطاقة والإنتاج بين معملي محطة رقم 1 الواقع في خراج بلدة جديدة القيطع الى محطة رقم 2 خراج بلدة عيون السمك".
ويضيف: "إنتظرنا أشهرا من دون تحقيق أي نتيجة تذكر، وبدا لافتاً مدى تجاوب حزب الله في هذا الملف والسرعة في تلبية حقوق المواطنين،في وقت عجز فيه نواب المنطقة عن المتابعة، وبالفعل تم تحقيق خطوات عملية وقد لمس المواطنون الفرق في ساعات التغذية، ونحن مسرورن لحل قضيتنا".
وختم: "نحن اليوم نطالب الفريق السياسي نفسه بوضع المزيد من الخطط لتطوير القطاعات الإنتاجية الأخرى في عكار والعمل على تنفيذها خارج دائرة المحاصصة الضيقة، ما يهمنا أن نحصل على حقوقنا، تعبنا من كثرة التحريض الطائفي الذي لم يطعمنا الخبز، واليوم نحن ممتنون لكل من يتابع ملفاتنا ويتمكن من تحقيق أي إنجاز في ظل تحلل المؤسسات الرسمية وعجز الوزارات والانهيار الشامل الذي نشهده".
في وقت، يجهد فيه المواطنون لتأمين أدنى متطلبات العيش الكريم من ماء وكهرباء، باتت الشعارات السياسية والمذهبية والتحريض الطائفي في أدنى سلم إهتماماتهم، فهل تكون تجربة البارد فاتحة خير للتعاطي بنظرة مختلفة مع المواضيع الانمائية في محافظة عكار؟