ترويكا المطربات: ميشلين خليفة و مي بيلوني و مهى الريم: لا يسمح إلا بالطرب و الطقطوقة ممنوعة
بقلم روبير فرنجيةفي مطلع التسعينيات من القرن الماضي استحدث في اهدن بمبادرة خاصة مدرجاً مكشوفاً في محلة بقوفا ( لم يعد قائماً ) وكانت نجمة إفتتاحه الفنانة ميشلين بيلوني خليفة التي كانت تلمع وتضيء وتسطع بعد تقديمها أغنية : أنا والقمر والنجوم من كلمات رئيس تحرير مجلة الشبكة الأديب المرحوم جورج إبراهيم الخوري الذي أعجب بصوتها الكلثومي المتميز وأغدق عليها بأغلفة ملونة في المجلة وفي صفحة كارت بلانش وفي ورد وشوك ومنحها لقب " أسطورية الصوت " .
ميشلين إبنة الميناء ( الاسكله ) جاءت إلى عالم الشهرة بعد شقيقتها مي ومن بعدها أتت أختها الصغرى مهى الريم وقبلهن كانت الفنانة لبيبة توما بصوتها الرائع والتي أختفت بعد أن غنت للكبير منصور الرحباني " مطر الحجارة " .
ليست الميناء غريبة عن الفن الغنائي ، ألم يؤرخ الكاتب جان توما إبن الميناء أن الكسندرا نقولا بدران ( شماس ) التي أسماها يوسف وهبة نور الهدى إبنة الميناء وعاشت مرحلة من حياتها فيها .
لا شك أن ميشلين خليفة وشقيقتيها ورثن عذوبة الصوت عن والدتهن إيلان جحا أو الهام سليم التي كانت تعتبر وديع الصافي الإمرأة .
غياب هذه المطربات الثلاث ليس له إتصال بخمول أو تقاعس .
الجمهور الذي يقال عنه " عايز كده " يريد مترقوصات لا راقصات ، مشقرات لا شقراوات ، نجمات إغراء لا مطربات .
ما نقوله لا يحتاج إلى تحريك العقول ولا إلى علامات الذهول وإلا فسروا معنا غياب الراحلة منى مرعشلي عن المسارح في آخر سنوات عمرها ، وغياب عبد الكريم الشعار عن مسارح المهرجانات .
ميشلين خليفة ليست نجمة في الطرب بل في الترنيم أيضاً ومن كان مثل توما في الإستماع والإستمتاع فليصغي إليها في أسبوع الآلام ترتل : اليوم علق على خشبة .
- إلهام سليم: مطربة سابقة إعتزلت باكراً وعلى بطاقة هويتها : إيلان سليم جحا من بلدة كفرحزير - الكورة ة١٩٣٦ سجل ١٣ وهي شقيقة الشاعر ميشال جحا .
بدأت مشوارها الفني وهي تلميذة مدرسة بعمر ال١٣ سنة ومن بواكيرها " طال انتظاري " كلمات الشاعر المرحوم سعيد الهندي والحان عميد اسرة البندلي الفنان الراحل ادوارد البندلي .
عدد أغنيات ايلان جحا وصل الى رصيد ال ١٠٠ أغنية خاصة .
تقول ابنتها الفنانة مهى الريم انها كانت تنتسب لنادي الكبار .
رواد تلك الجلسات المخرج نزار ميقاتي والفنان إدوارد البندلي إلى الشاعرين يونس الإبن وسعيد الهندي الذي وصف موهبة والدتها بالالهام الرباني وبارك التسمية عمها الأسقف وبمباركة زوجها جرجي بيلوني .
عرفت بلون التراث البلدي من الميجانا إلى العتابا والدلعونا وسائر أنماط الفولكلور اللبناني .
- الوالد : يقول المؤرخ جان توما ان جورج بيلوني وصل من أنطاكية إلى مدينة الميناء البحرية سنة ١٩٣٩ هرباً من الحرب والضيق . سكن حي الشاطىء البحري والتقى بصاحبة الصوت الذهبي إيلان وأسسوا عائلة متماسكة إنتقلت للعيش في بيروت .
العائلة التي لا يزال منزلها القديم شامخاً ولم يندثر بعد ، تألفت من ترويكا المطربات وعفيفة وميشال .
- مي بيلوني : سبقت ميشلين ومهى بالشهرة وقدمت أغنيات مميزة لا تصنف في خانة " الغناء الشعبي " دون أن تتنازل فيها عن النوعية الراقية التي تفضل الإعتكاف على التفريط بها .
إستقبلت مي مرة واحدة في برنامج " أصوات " الذي كنت أعده وأقدمه من
إذاعة لبنان الحر الموحد سنة ١٩٨٩ ومن يومذاك لم تتكرر حواراتنا
- مهى بيلوني : قدمتها في مهرجانات اهدن ١٩٩٣ حيث صدح صوتها باللون الطربي وإختتمت سهرتها على ساحة الميدان إهدن بالكلثوميات المتعددة من أنت عمري إلى لسه فاكر إلى الأطلال ….
حاورتها مراراً وفي كل مرة كانت تتحدث عن سينغل وإرادة العودة بعد الزواج والأمومة ، لكن المشكلة ليست العائلة التي تقدسها بل شركات الإنتاج التي تريد " اللوك " المثير والثوب القصير .
في إحدى المرات كانت ضيفتي في حلقة على إذاعة صوت الغد ضمت وزير الداخلية الأسبق مروان شربل الذي عاتبها على غيابها معتبراً أن ليس كل الجمهور يريد الطقطوقة والإغراء في الحضور الفني.
هناك شريحة بل أغلبية تريد أن تسمع وتقول آهات من قلب القلب .
مهى الريم عرفت أيام الرئيس المرحوم الياس الهراوي بمطربة القصور وبالمطرة المخملية لكونه كان يطرب مع زوجته السيدة منى الهراوي لصوتها في سهرات القصر السياسية والدبلوماسية .
إلا أن مهى أثبتت أنها مطربة سهرات أخويات وبلديات وجمعيات في القرى النائية والقريبة مثل المسارح المهمة .
رصيدها الغنائي ٦٦ أغنية ولقبها التي تعتبره بعد زواجها من أنور عزيزي " أم ليلى " .
- لماذا مهى الريم :
تقول لي حين كنت أحضر لكتابي " شو أسمك " وهو قاموس الأسماء الفنية أنه في دورة أستديو الفن ١٩٩٢ - ١٩٩٣ إقترح عليها المخرج الراحل سيمون أسمر ان تنتقي إسماً فنياً لكي لا يلتصق أو يلتبس مع مي بيلوني شقيقتها ، ردت عليه بأنها ستحاول التفكير بالموضوع .
وفي سهرة من سهرات البرنامج على الهواء قدمتني دون علمي الإعلامية والممثلة هيام أبو شديد بالمشاركة الفائزة بالميدالية الذهبية مهى الريم .
اللحظات كانت مزاوجة بين الفرح بالإسم الرنان والذهول الكبير .
لازمني الإسم في مسيرتي ونجاحاتي تقول مهى وتضيف : حتى بعد زواجي الكل في محيطي يعتمده .
صارت مهى بيلوني ومهى الريم شخصية واحدة .
- تعاونت المطربات الثلاث مع أسماء كبيرة من محمد الموجي إلى صلاح الشرنوبي وملحم بركات ونور الملاح واحسان المنذر ومع خالهم الشاعر ميشال جحا في الكلمة وأبن خالهم جوزاف في اللحن .