الفرق الشاسع بين إعلام المقاومة وإعلام العدو!
مرسال الترسفي الثالث عشر من هذا الشهر إحتفل العالم باليوم العالمي للإذاعة، وصادف أنه اليوم المئة والثلاثين على إنطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي هزّت أسس الكيان الاسرائيلي، وأعادت "فلسطين" إلى الخريطة العالمية، بعدما نجح الاعلام العالمي الذي تسيطر عليه اللوبيات الصهيونية بإعتبارها قد أصبحت من الماضي، وخارج كل معادلات "الشرق الأوسط الجديد" الذي تعمل الولايات المتحدة الأميركية على إعادة رسم خرائطه منذ عدة سنوات وفق ما يلائم الأهداف التي بُنيت عليها اسرائيل في العام 1948 بمشيئة المستعمر البريطاني.
فمنذ السابع من تشرين الأول الماضي والإعلام العالمي الذي تديره مباشرة أو مداورة الايادي الاسرائيلية ينقل ما تسمح بنشره السلطات الحاكمة في القدس المحتلة.
فأي خبر يمس بهيبة الجيش الاسرائيلي تُصدر السلطات أمراً بمنع التداول بمعلوماته، الاّ وفق ما تسمح به الرقابة العسكرية.
وعليه فهي تختار ما يجب أن ينشر، وما يجب أن يظل طي الكتمان.
وبرغم كل إدعاءات الحريات الصحافية وتعدد وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي في الكيان تصبح كلها رهينة تلك الرقابة تحت شعار "مقتضيات المعركة".
وفي حين أنه رغم كل التدمير الذي مارسه جيش الاحتلال على قطاع غزة الذي تحوّل الى منكوب، ورغم كل المجازر التي ارتكبها بحق تلك البقعة من الأرض (ما يقارب الثلاثين الف شهيد وضعفهما من الجرحى) فإنه لم يستطع أن يحرّر أسيراً واحداً من المجموعة التي ضمت المئات (من الجنود والمدنيين) الذين استطاعت المقاومة سحبهم من غلاف غزة خلال بضع ساعات.
فإنه إدّعى في "يوم الإذاعة العالمي" أنه استطاع تحرير إثنين من أولئك الأسرى في "عملية بطولية"، أشرفت على تحضيرها وكالات الاستخبارات العسكرية (الموساد والشين بيت) ليتبين بعد ساعات فقط أن العدو قد دفع مليوني دولار مقابل الإفراج عن إثنين من اسراه، (كانا أسرى لدى إحدى العائلات وفاوضت عليهما) وكانت قيادة جيش العدو تكذب عندما قالت إنها حرّرتهما من ايدي حركة "حماس" في منطقة رفح.
وهذا نموذج بسيط عن ما تمارسه تلك السلطات التي بُنيت على تشويه الحقائق منذ إغتصبت أرض فلسطين.
في وقت تمارس فيه وسائل إعلام المقاومة كل الاساليب الشفّافة التي ترتكز على نقل الوقائع من أرض المعركة بالصوت والصورة، ليظهر بعض من يخدمون العدو بإدراك أو جهل مشككين بكل ما تقوم به المقاومة في الجنوب اللبناني وهي التي استطاعت إجبار العدو على التقهقر عن الأرض اللبنانية في العام ألفين، وفرضت عليه "قواعد إشتباك" لا يستطيع تخطيها الاّ بشق النفس منذ العام 2006 وترفع اليوم شعار تعديل القرار 1701 لوضع حدٍ لخروقات العدو جواً وبحراً وبراً.