ليس مهماً أن يسقط نتنياهو!
مرسال الترسمع بداية الشهر الخامس لعملية "طوفان الأقصى"، تنشط العديد من العواصم الدولية والإقليمية في البحث عن تسوية تُنهي الحرب إما لمصلحلة الطرفين التي قد تؤدي الى مسار سلمي، وإما لمصلحة اسرائيل حيث يعتقد كثيرون (ولاسيما اهل الغرب) أن "حماس" قد انتهت ومعها ربما جميع حركات المقاومة في قطاع غزة.
والبعض الثالث يظن أنه بخروج رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من السلطة تنتهي العديد من المشاكل مع هذا القطاع او حتى مع الضفة الغربية.
متناسين بالصدفة، أو متجاهلين عن قصد، أن كل قادة الكيان الصهيوني منذ اغتصبت اسرائيل الأرض الفلسطينية وهم يبنون استراتيجتهم على الحرب والتوسع وصولاً الى تحقيق الحلم اليهودي بـ "اسرائيل الكبرى" التي لم تُرسم حدودها حتى الآن.
ولا يبدو أنها ستُرسم، طالما أن الغرب يؤمن لها مقومات الاستمرار والحروب !
وليس مهماً أن يتقدم بيني غانتس او يائير لابيد أو يواف غالانت أو أسماء اخرى بالاحصاءات على نتنياهو فسياسة هذا الكيان مرسومة دائماً في مكان ما، وليس على يد رئيس هذه الحكومة أو تلك.
وإلاّ لماذا إغتيل رئيس الوزراء السابق اسحاق رابين عام 1995 في قلب تل ابيب وعلى يد متطرف يهودي، عندما خطط لإقامة سلام متوازن مع سوريا أو غيرها من الدول العربية.
فمنذ دايفيد بن غوريون وموشيه شاريت مروراً بليفي أشكول وغولدا مائير ومناحيم بيغن واسحاق شامير وشيمون بيريز وإيهود باراك وارئيل شارون وصولاً الى نتنياهو كان الجميع يتسابقون على سحق العرب والتوسع بدون هوادة لتحقيق الحلم.
واليوم لن يتغير شيء لا مع غزة ولا مع الضفة الغربية وحين تحين الفرص.
إن سقط نتنياهو بالاستقالة أو بعد خضوعه للقضاء أو بالانتخابات التشريعية.
فالمهم أن تبقى المقاومة وتستمر مهما غلت التضحيات لأنه في هذه الحالة فقط تبقى فلسطين في الوجدان. وسوى ذلك كلام في الهواء او على الورق.
فها قد مضى عشرات السنوات على اتفاقات كامب دايفيد وأسلو ...فماذا بقي منها غير الوعود الطنانة والرنانة بإقامة هذا النوع من السلطة أو تلك؟ فيما المستوطنات تتكاثر وتنتشر كالفطر على الأراضي التي يتم انتزاعها من أهلها، فيما السلطة الحاكمة تنتظر كل شيء أن يأتيها عبر القدس المحتلة وبالقطارة.
وكاد العالم ينسى فلسطين وقضيتها الى أن أُعيدت الى الخريطة في السابع من تشرين الأول 2023.