عملية القدس: بين فرحة أهالي الشمال وبيانات الخليج ضاع نواب الامة
كتب المحرر
لم تنحسب فرحة أبناء الشمال بجميع فئاتهم بالعملية الفدائية التي نفذها الاستشهادي خيري علقم في مدينة القدس أمس الأول على نواب المنطقة وسياسييها. فبدا لافتا الصمت الذي خيم على السياسيين وكأن ما جرى من عمل بطولي لا يعنيهم، في مشهد يعكس مدى الاختلاف الأفقي في البلد حول الأولويات، في وقت باتت فيه الوطنية عملة نادرة.
ويمكن القول، أنه بعد أن نأى السياسيون بأنفسهم عن معاناة أهلهم وناخبيهم، ها هم اليوم ينأون بأنفسهم عن أفراحهم أيضاً. إذ لم يحفز مشهد توزيع الحلوى وإطلاق المفرقعات والاحتفالات التي عمت بعض المناطق الشمالية إفراز هرمون السيروتونين لدى نواب الشمال ليغيب عن حساباتهم الرسمية أي تعليق حول العملية البطولية.
حسابات النواب الرسمية ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، غابت كليا عن الحدث، في إشارة سلبية تدل على أن القضية الفلسطينية غير مدرجة ضمن أجندتهم، حتى أؤلئك الذين كانوا يتفاخرون بعروبتهم بات لديهم إهتمامات أخرى، وهو مؤشر خطر ليس أقلها القبول لاحقاً بخيار التوطين بإعتباره الخطوة التي تعقب فصل المسارات العربية عن المسار الفلسطيني .
السياسيون أنفسهم يتسابقون للتصريح والتغريد عند أي حدث يزعج مشاعر الدول العربية، وتحديدا دول الخليج العربي التي يتسابقون لتأدية واجباتهم وتبييض صورهم وتقديم أوراق إعتمادهم لديها.
بالطبع على لبنان أن يحافظ على علاقاته مع محيطه العربي، وهو الامتداد الطبيعي في الجغرافيا والتاريخ ولكن أن يتحول نواب الأمة الى فرقة مغردة عند جرح مشاعر سفير أو وزير من أبناء الخليج، فيعج الفضاء الإفتراضي بالإستنكارات أو بالتبريكات وذلك غب طلب الحدث ومستلزماته .
وبدا لافتا، الدعوة التي وجهتها عدة دول عربية، على رأسها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات إلى التهدئه ، فإلتزم نواب الشمال بالهدوء التام، كما إلتزم الهدوء مراجع ومؤسسات دينية يفترض أنها ملزمة بالنص الديني لجهة مساندة المظلوم.
لم يكن ينقص، سوى أن ننفي فلسطين من خطابنا السياسي وننعزل عنها بإنتظار أن تحل الكارثة الكبرى وينصاعوا لبيانات التطبيع بعد أن إنصاعوا لبيانات الهدوء الذليل.