طلاب عكار يلتمسون الرحمة من "أبو خالد"
كتبت ليليان رجب
يحتشد الطلاب في ساحة حلبا_عكار،بإنتظار "أبو خالد"، لم يكن ينقص هؤلاء الطلاب ما يزيد من أعبائهم وهمومهم. ففي ظلّ الأزمة التربوية التي يمر بها لبنان من اضرابات ونقص في التجهيزات اللوجستية في الجامعات. تأتي أزمة المواصلات أيضا لتضيف عليهم ما لا يطيقونه .وبالرغم للوضع الاقتصادي المزري الذي يعاني منه الكثير من العكاريين ،يجبر الطالب العكاري على اللجوء الى الجامعة اللبنانية الوطنية باعتبارها المؤسسة التربوية الوحيدة التي تتناسب مع المداخيل.
في ظل غياب فرع للجامعة اللبنانية في عكار، والتجاذبات السياسية التي حالت طوال هذه السنوات في افتتاح فرع للجامعة بإستثناء فرع كلية العلوم للسنة الأولى، منهم من اقتنع بالواقع المر والذي لا خيار أمامهم سوى دخول هذا الفرع لتوفير العبء على أهاليهم , والأكثرية منهم من يُعاني من مشقة قطع مئات الكيلومترات كل صباح من عكار الى فروع الجامعة اللبنانية في طرابلس، بيروت او في مناطق أخرى.
بالتالي لا تبدو مشكلة المواصلات للجامعات قابلة للحل بسهولة قريباً، إذ يمضي الطالب ما بين الساعة والثلاث ساعات في المواصلات يومياً قبل التحاقه بمحاضراته. أما الحافلات الخاصة بنقل الطلبة فهي قليلة ومحدودة العدد.
في هذا السياق، يتحدث أحمد طالب في الجامعة اللبنانية عن وجعه قائلا:"أذهب الى جامعتي ولا أملك سوى مصروف الطريق،علما أني أبقى لوقت طويل في الجامعة، دون طعام ودون شيء,احتفظ بالمال لأتمكن من العودة الى منزلي""
ويضيف: "يشكّل اسطول أبو خالد من الباصات عبئا أقل من غيره، فالصعود مع سيارة أجرة للذهاب الى الجامعة سيكلّف ٢٠٠ ألف ليرة، في حين أن بدل النقل معه ١٠٠ ألف، الا أن التوفير المكتسب هنا يجعلنا مضطرين الى سماع شكوى أبو خالد اليومية من ارتفاع الأسعار والتكلفة, وعن نيته في زيادة التعرفة بعد رأس السنة, وقدرتنا على الذهاب الى الجامعة مرهونة بعطف أبو خالد"
بدوره أبو خالد وهو سائق باص ويملك ما يقارب العشر باصات في أغلبية المناطق العكارية(حلبا،مشحا،البيرة وغيره) يتحدث عن انخفاض ربحه من 90% الى 15% وسوف يضطر الى زيادة التكلفة عند عودة الطلاب الى جامعاتهم بعد عطلة الميلاد ورأس السنة، وخصوصا اذا ارتفع الدولار أكثر.
ويضيف: "رغم اني أملك عدد كبير من الباصات فإن مدخولي لا يتجاوز المئة دولار مع التصليح والمازوت وغيره فتنكة المازوت ليست أقل من ٢٢ دولار وأحيانا أضطر الى دفع تصليح عطل في الباص من جيبي الخاص، فثمن الدولاب الجديد ٤٠ دولار إذا كان من الصنف الرديء، أما الصنف الجيد فيصل الى ١٠٠ دولار"
تقطع بتول الطالبة في كلية الحقوق الفرع الثالث حديث أبو خالد وتقول: "في السنة الماضية كان أبو خالد يختار أيام محددة من الشهر لنقل الطلاب دون دفع التعرفة وهي على قلّتها كانت تشكّل مبادرة لطيفة منه، الا أن لقمة عيش أبو خالد ومستقبلنا الدراسي رهينة الأزمة المالية التي يمر بها لبنان .
وأضافت: "ان العزوف عن التعليم الجامعي بات مطروحا بشكل جدّي، فالمهنيات المحلية الرسمية أقرب وأقل كلفة، وهيك هيك ما حدا عم يلاقي شغل"
أما إسراء وهي طالبة في الجامعة اللبنانية كلية العلوم, تعتبر أنه يجب على الطالب أن لا يحمل أقل من ٢٠٠ ألف والأفضل أن يكون معه ٤٠٠ ألف في جيبه، فثمن منقوشة الزعتر أصبحت ٣٥ ألف ليرة، أما منقوشة الجبنة ٥٠ ألف ليرة ولا بد من حمل مبلغ اضافي تحسباً لحصول أي طارىء"
أضطر للنزول من حلبا إلى موقف (ساحة النور) في فانات صغيرة، وحين أرى اني لا أملك من المال ما يكفيني للذهاب والإياب، أظطر للذهاب الى الجامعة سيرا" هذا ما قالته ريم طالبة هندسة.
وتضيف: "لقد تورمت قدماي من المشي، لمسافات طويلة من ساحة النور الى ضهر العين ، فأنا لا أستطيع أن أدفع للتكاسي ٤٠ ألف ليرة زيادة في الذهاب وحده "