حكم صُوَري بكل معنى الكلمة...والثور الأبيض على المقصلة!
مرسال الترسصفّق العديد من العرب للحكم الذي صدر عن محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي ضد حكومة العدو الاسرائيلي، من اجل وقف الإبادة الجَماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بناء على دعوى تقدمت بها حكومة جنوب إفريقيا.
بدون أن ينتبهوا إلى ان الحكم ليس له أية مفاعيل تنفيذية، ما يعني أنه شكلي وصُوَري بكل معنى الكلمة!
ففي اليوم الذي صدر فيه ذاك الحكم غير المسبوق بحق الكيان الصهيوني منذ إغتصابه للأرض الفلسطينية قبل سبعة عقود ونصف، أطل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو (المنشغل جداً بالحرب على غزة التي قد تنهي حياته السياسية) ليقول: بأن الحكم لم يتضمن طلباً لوقف إطلاق النار وبالتالي لا صيغة تنفيذية له، للتأثير على مسار الحرب على القطاع المنكوب والتي ستنهي شهرها الرابع بعد أسبوع فقط.
وقبل أيام فقط من تصريحات نتنياهو كان بعض وزرائه (الذين ينتمون الى أحزاب دينية متشددة على وجه التحديد) يتسابقون على توجيه أبشع وأقذع العبارات بحق الشعب الفلسطيني من أهل القطاع الذين علّموا الكيان درساً لن ينساه، ليصفوهم "بانهم حيوانات على شكل إنسان وتجب إبادتهم".
فيما كان أحد الوزراء قد دعا في وقت سابق الى قصف القطاع بسلاح نووي كي ترتاح الدولة اليهودية من هذه البقعة من الأرض التي تجلب لها وجع الرأس باستمرار.
وإذا كان معظم أهل الضفة الغربية يتفرجون على الإبادة الحاصلة في قطاع غزة، فليعلموا أن دورهم سيأتي آجلاً أم عاجلاً إن كانوا من المؤيدين لعملية طوفان الأقصى أو من المعارضين لها ويدعون لمحاكمة من خطّط ونفذ عملية "طوفان الأقصى".
فغزة اليوم بالنسبة للاسرائيليين ليست أكثر من ثور أبيض سيليه الآخرين إذا ما تمكنت سلطة تل ابيب من ذبحه.
فالعدو الاسرائيلي الذي يستند في مفاهيمه بالتعاطي مع بقية الشعوب من منطلق ما جاء في الكتب الدينية التي يؤمن بها،فإن أفضل أسلوب يصح التعامل به معه هو الطُرق التي تستند اليها المقاومة عبر مواجهته في الأسلوب الذي لا يفهم سواه، وليس بقرارات تصدر عن جهات دولية تتحكم بكل تفاصيلها اللوبيات الصهيونية!