عكار على فوهة بركان من الوباء
كتبت سمية موسى :
لا يمكن القول إنها أزمة نـفايات جديدة في عكار . الأصح القول إنها مستمرة منذ سنوات طويلة، في ظل اعتماد حلول قصيرة الأمد أو طارئة، بدلاً من حلول مستدامة تراعي المعايير البيئية. فالنـُفايات مجرد قمامة قد تكون مصدرا للطاقة في دول اخرى لكنها في لبنان أزمة.
تتكدس النفايات في شوارع عكار ، وتتمدد إلى كافة المناطق فلا عين ترف ولا جفن يتحرك.. الا ان في بعض الاحيان يرتفع صوت هنا و تقرير هناك من الناشطين و الصحافيين لكن لم ينجح احد في تحريك الجهات المعنية بالعمل على تحسين الاوضاع والتوصل الى خطة جيدة . مشهد الأزمة في ذروته، النفايات افترشت الشوارع حتى تكاد تغلقها أمام السيارات، والأزقة المكتظة بأكياس النفايات التي سبحت شوارعها بعصارتها السامة، فيما الرائحة المنبعثة عنها عمّت الأجواء ، بعدما باتت الطرقات أشبه بطرقات منكوبة، تتكاثر فيها الحشرات والقوارض، وتهدد بالأمراض والفيروسات.
اللافت هنا ان عجز بلديات عكار عن إيجاد حلول بديلة، تمكنها من التخلص من النفايات ، أجبر كل بلدية على التفتيش عن حلول للمشكلة، و امام هذا العجز الكلي للبلديات عن إيجاد المعالجة، يقول رئيس بلدية “ببنين - العبدة" الدكتور كفاح الكسّار، ندقّ ناقوس الخطر حيال أزمة النفايات المتفاقمة: "إن الأمور بحاجة إلى تعاون من البلديات والمواطن ، وبشكل عاجل ومن دون أي تأخير لكي نصل إلى معالجات تقينا من شرٍّ لا نطيقه.
أضاف: "لقد عانينا في بلدتي ببنين من الكوليرا للأسباب التي باتت معروفة للجميع، أخشى أن تؤدي النفايات المنشترة في كل مكان إلى أوبئة وأمراض و ما هو أشد فتكًا من الكوليرا. ويشير إلى اجتماعه مع كل من وزيريّ الداخلية والبلديات والبيئة في حكومة تصريف الأعمال، بهدف إيجاد الحلول ولكي يتحمّل كل مسؤول مسؤولياته، كما أن على المواطن أن يحمل معنا جزءًا من المسؤولية، وكذلك الشركة المتعهدة بجمع النفايات أيضًا,الوضع خطير وعلى الجميع أن يشارك بصنع الحل قبل أن تقع الكارثة على الكل.
وتمنى الكسار على إدارة مكب سرار "أن تكون أكثر مرونة في التعاطي مع البلديات المأزومة، مع علمنا بما تعانيه من جهتها، وأن نتقاسم هذه الأحمال معًا، شعورًا منها بالمسؤولية المشتركة التي نتحدث عنها، حتى نتمكّن جميعًا من اجتياز هذه المرحلة الصعبة بأقل ضرر. الأمر نفسه يسري على «معمل الفرز والتسبيخ في سرار» الذي تم إنشاؤه بدعم من الاتحاد الأوروبي في منطقة سرار، ولا يزال متوقفاً عن العمل بسبب العجز عن تشغيله جرّاء الكلفة المرتفعة». ويؤكد صاحب مكبّ «سرار» خالد الياسين «أننا لغاية اليوم لم نتسلم المعمل رسمياً من وزارة التنمية الإدارية، بالرغم من انتهاء العمل به منذ العام 2020، ولسنا متحمسين لاستلامه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية».
الواقع القائم دفع بالبلديات التي لم تلقى اي جواب من الوزارت المعنية باللجوء الى الطلب من الاهالي الاموال على شكل جبايه لتمكن من رفع النفايات غير أن البعض الأهالي يلجىء الى إحراق النفايات في أماكن طبيعية بعيدة .
تفاقم الازمات جعل عكار على فوهة بركان مفتوحه على كل الإحتمالات ما يتطلب الاسراع في التنفيذ قبل وقوع الكارثه فهل سيتم التحرك لازالة النفايات ورفع الخطر ؟؟ ام ان ما يجري في عكار ليس في صلب اهتمام الوزارات؟؟
و الجدير بالذكر أن عكار تترقب زيارة وزير البيئة ناصر ياسين فهل سيحمل معه اي حلول ؟؟