روزي الخولي تبرع في التمثيل وتخفف في إصطياد الجوائز والفرص .
بقلم روبير فرنجيةمن بلدة شدرا العكارية الى نجومية التلفزيون في كل البلدات والقرى والمدن .
لم تكن روزي الخولي محظوظة في اصطياد ادوار البطولة ،ولم تحسن سلوك الدروب المتملقة والمتعرجة ،لتكون بطلة ثابتة في إحدى شركات الإنتاج .
روزي لم تستثمر نجومية شقيقها يوم كان في نادي نجوم الخمسة الأوائل عنينا المطرب السابق ربيع الخولي ( الأب طوني الخولي ) حين كان مارد الغناء العربي .
إبنة بلدة شدرا في محافظة عكار إجتهدت وتعبت ولم تقل " أخ " كما لم تعترض على التعب ، ولم تستسلم للخيبات ، ولم تنسحب من الساحة رغم إعتراض ذويها .
فشل زواجها ومعاناة الحياة الزوجية تسع سنوات مع الممثل القدير المرحوم محمود سعيد ، جعلها تتمسك بالامل وأن لا تفقد الروح الايجابية ، رغم درب الجلجلة التي مشتها حافية القدمين قهراً وظلماً .
التقت مع طليقها في مسلسل " على دروب الوفا " إلا أن الوفاء لم يكن عنوان زواجها وطلاقها وحرمانها حتى من الأمومة التي تفوقت في تجسيدها مع أنها حظيت بنعمة الحمل وتحضرت لإستقبال الحدث السعيد مع محمود سعيد لو لم يقلب السعادة إلى تعاسة .
من هي روزي ؟
بورجوازية وفقيرة في أدوارها .
ربة منزل وفتاة ليل .
شريرة وطيبة في آن ، قاسية ورقيقة في المواقف .
زوجة لجان قسيس في " عشرة عمر " تتمرد على الانحراف وفي نفس الشهر الرمضاني " أبنة بار " وأصيلة في الكار في مسلسل " للموت " حيث باتت محطة الكلام لديها " حبيبو " على كل شفة ولسان .
روزي التي تتسلط في أدوارها استطاعت أن تقلب صفحة التسلط وتصبح الأم المغلوب على أمرها في مسلسل " علاقات خاصة " لميرفا القاضي ولولد من ذوي الإحتياجات الخاصة .
أقنعتنا روزي أنها تنجح في ملعب االتراجيديا وفي ملعب الكوميديا .
أقنعتنا أنها تحترف الفقر وتبدع في الثراء .
تنجح في الدور المركب وتبرز في الدور الكلاسيكي .
روزي فهمي الخولي التي تحفظ الحب لشدرا وعكار والشمال رغم أن طفولتها كانت في عشقوت وحياتها بين عشقوت وصربا وعجلتون .
بدأت مسيرتها من المسرح وفي التلفزيون ولدت ممثلة مع الكاتب مروان نجار في مسلسل " استاذ مندور" ولعبت دور الام لثلاثة أولاد وهي بعمر ال١٨ سنة .
أكثرت من الاعمال التلفزيونية وبرعت في ملعب الدوبلاج وكاد حلمها بأنشاء شركة للدبلجة يتحقق ازدهاراً وانتعاشاً مالياً في مشروع " معاً الانتاج " لو لم تشعر روزي في احد الايام انها الشريكة المخدوعة .
منذ سنة ١٩٨٠ تزداد العناوين : الرجل الذي هوى الشاحنة - صور ضائعة - طالبين القرب - حلم آذار - أرض الغفران - ليل الذئاب الذي لم يكتمل تصويره - الذئب والابرار - جمهورية زحلة ( ليلة القرار ) - الهروب الى القمة - امرأة من ضياع - قضية يوسف - كبرياء وندم - الهروب الى النار - من أجل عينيها - ضحايا الماضي - فرصة - عقدة ذنب - تحليق النسور - كلنا بالحي - كواليس المدينة - أحلام -
على دروب الوفا -راحوا - دانتال - ايغل فيلم
للموت ( الاجزاء ١ /٢/٣ )
بيوت من ورق -
عنبر ٦ - سوق السودا - عاطل عن الحرية.
عملت مع أغلب المخرجين والمخرجات : جورج غياض - البير كيلو - ميلاد أبي رعد - إيلي معلوف - إيلي حبيب - إيلي فغالي - نبيل لبس - فيليب أسمر - أسامة الحمد - مروان بركات ..وعد علامة - جلال خوري - يوسف شرف الدين - طوني نعمة - نديم مهنا - فؤاد سليمان …
ومع المخرجات رشا شربتجي وكارولين ميلان وليليان بستاني .
جسدت شخصيات كتبها شكري أنيس فاخوري ومروان نجار وجان قسيس وجبران ضاهر وفراس جبران وكلود أبي حيدر ونادين جابر و نور الشيشكلي ومازن طه وكلوديا مرشليان وأنطوان غندور وإبراهيم الصادق وغيرهم .
لكنها لم تكن في نصوص منى طايع ولا مرة ؟!
في المسرح وقفت على مسرح نبيه أبو الحسن أخوت شانيه في مسرحيتين هما : أخوت حتى الحرية وشعب بالمزاد .
ومع الكاتب مروان نجار أزاحت الستارة عن تجاربها المسرحية فكانت مسرحية عربسين مدري من وين سنة ١٩٨٤ومسرحية إضراب النسوان .
أعطت المسرح ايضاً حضوراً في مسرحية " أمرك سيدنا " التي كادت تطيح بحياة الكبير انطوان كرباج وكذلك مع الأخوين المرحومين شربل وأنطوان نعيمي ( من بلدة راسكيفا - زغرتا ) الرائعة المسرحية التاريخية : أبو كرم راجع يا فخر الدين .
أغنت روزي مكتبة البرامج والأعمال الإذاعية بصوتها لكنها كانت بخيلة في السينما حيث اقتصرت أعمالها على ثلاثة : صرخة الأبرياء - المحترف والأشباح - ملا علقة - قبل أن يقع الطلاق الحالي " بالثلاثة " ولو مؤقتاً
تميزت أنها ممثلة مخضرمة وقفت أمام أنطوان كرباج وفيليب عقيقي ومحمود سعيد وإيلي ضاهر وفي الوقت عينه وقفت أمام جيل اليوم من المواهب الكثيرة .
روزي في كل مرة تصل لقمة الجائزة إلى فمها ويأتي من يسحبها ويلتهمها .
مشكلتها أنها مواطنة " شبعانة " والوسط الفني فيه مجاعة دائمة للأضواء .
كما تقول أغنية الفنان محمد جمال : إجا الصيف وينك يا روزي ؟ نقول لك ونسأل : أين ستكونين بعد أجزاء الموت ؟
ننتظر الإجابة مع كل الحب والتقدير !