سامي الجميل يردّ على الحملة ضدّه من طرابلس!
عبد الكافي الصمدبدلاً من بكفيا والمتن، معقل عائلته وحزبه، إختار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل ومناصريه الردّ على الحملة التي تشنّ عليه، منذ أيّام، من مدينة طرابلس، عبر رفع يافطات قليلة، لا يزيد عددها على عدد أصابع اليد الواحدة، مؤيّدة له في شوارع المدينة، موقعة من قبل مجهولين عرّفوا عن أنفسهم بأنّهم "أصدقاء الشّيخ سامي".
الحملة على الجميل بدأت منذ قرابة أسبوعين، بعدما حلّ في 6 كانون الثاني (يناير) الجاري ضيفاً في حلقة حوارية على محطّة BFMTV الفرنسيّة، إلى جانب ضيفيَن آخرَين هما: مستشار المحطّة للشؤون الدفاعية Jérôme Pellistrandi ومستشارتها للشؤون الإسرائيلية الصحافيّة الإسرائيليّة Tamar Sebok (مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في فرنسا)، ما دفع "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" إلى إصدار بيان سجّلت فيه موقفها من المشاركة ومن مضمون كلام النائب اللبناني، وتساءلت الحملة: "كيف يُعقل أنّ نائباً لبنانياً، من أهمّ وظائِفه التشريع، مجازاً في الحقوق ويحملُ شهادة عليا في القانون الدستوري، أن يخالفَ القانونَ اللبناني بهذه الصّفاقَة؟".
وتابعت: "نضع هذا برسم الدولة اللبنانية بأجهزتِها المعنية، وقضائِها، وسياسيّيها على اختلاف إنتماءاتهم، كي يصار على الأقل إلى اتخاذ الحد الأدنى من الإجراءات لإيقاف هذه المهازل".
وبينما أشارت الحملة إلى أنّ BFMTV تابعة لـ Altice Media المملوكة للملياردير الإسرائيلي ــ الفرنسيّ باتريك دراحي، الذي تعود أصوله إلى المغرب والمستثمر في الكيان الصهيوني والداعم لجيشه، رأت أنّه ليس غريباً أن تنحاز المحطة للرواية الإسرائيليّة وقوات الإحتلال "إلى الحدّ الذي دفعَ بـ"جمعية الصحافيين في فرنسا" إلى توجيه تنبيه إليها بسبب سياستها التحريريّة وانحيازها في تغطية أحداث غزّة الأخيرة"، مشدّدةً في الوقت نفسه على أنّ "المُدانُ أن يقبل أصلاً نائب ورئيس حزب لبناني، أن يحلّ ضيفاً عليها، ويزايدَ على خطّها التحريري المنحاز".
هذه الحملة على الجميل لم تدفعه إلى الإعتذار أو على الأقل التوضيح، إنّما دفعته عبر جهاز الإعلام في حزبه إلى إصدار بيان أكّد فيه أنه "سنبقى نواجه في جميع السّاحات شعبياً ووطنياً وإعلامياً وإقليمياً ودولياً حتى الوصول إلى تحقيق أهدافنا بإعادة لبنان إلى السكّة السليمة متصالحاً مع تاريخه ومحيطه، ووطن للّبنانيين جميعاً بالتساوي لا تخضع فيه فئة لأخرى كما الحال اليوم".
"القطبة المخفية" في مواقف وحَرَاك الجميل الأخيرة وحزبه، إضافة إلى مواقف وحَرَاك حزبي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، كشفها النائب جميل السيد الذي تساءل عن سبب التوتر في مواقف هؤلاء وتصاعدها، وتلاقي بعضها مع بعض، ضد ترشيح رئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، عندما أوضح لأنّه "ببساطة، معظم هؤلاء يظنّون أنّ أيّ تسوية خارجيّة لتهدئة الوضع في جنوب لبنان، ستشمل ضمانات لـ"حزب الله ، من بينها أن يكون رئيس الجمهوريّة حليفًا له.
وهؤلاء قد يكونون على حقّ في ظنّهم، خاصّةً أنّ الوسيط الّذي يعمل على التّسوية في الجنوب هو الأميركي، وهم يخشون أن يضغط هذا الوسيط عليهم ليقبلوا بسليمان فرنجية؛ إذًا صريخهم هذا موجّه إلى أميركا وليس إلى "حزب الله" وفرنجيه".
وتساءل النائب السيد: "هل يستطيع هؤلاء أن يرفضوا قرار أميركا ومعظمهم تابعون لها؟! بالتأكيد كلّا… بالطّبع "التيار الوطني الحرّ" ليس في هذا التّصنيف، ولكن عندما يجدُّ الجَدّ، سيكون التّيّار بين رفْع السّعر أو المقاطعة"، لافتًا إلى أنّه "بانتظار تلك التّسوية، إذا حصلَت، مسموح للجميع عندنا هذه العنتريّات الكلاميّة على أميركا في الوقت الضّائع".
كشف النائب السيد للقطبة المخفية عاد النائب الجميل وأكدها في حديث إلى جريدة "السياسة" الكويتية، بتجديد رفضه إنتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية "لأنّه لا يمثّل خطّنا السّياسي وهو حليف "حزب الله"، موضحاً بصريح العبارة وبـ"عضمة" لسانه: "لا يجب أن يُضحّي أحدٌ بهذا الوطن المعذّب الّذي يحتاج اليوم إلى أصدقائه ودعمهم"، مذكّرًا بـ"أنّنا سبق وحذّرنا من حصول صفقة على حساب لبنان، إذ أنّه في ظلّ الحوار بين "حزب الله" وإسرائيل، وفي ظلّ هذه المفاوضات، فإنّ الخشية كبيرة أن يحصل إتفاق على حساب السّيادة اللّبنانيّة، ويأخذ "حزب الله" لبنان كجائزة ترضية في انسحابه من الجنوب، وتأمين أمن إسرائيل".