غزة أنقذت فلسطين فمن سينقذها؟
18 كانون الثاني 2024

غزة أنقذت فلسطين فمن سينقذها؟

مرسال الترس

قبل السابع من تشرين الأول عام 2023 كانت هناك قناعة لدى مختلف المراقبين والمتابعين على مستوى العالم أن القضية الفلسطينية في طريقها الى التحلّل وصولاً الى الإندثار بعد سنوات لا أكثر لأسباب عديدة أبرزها:
♦السلطة الفلسطينية تفتش بين أروقة الأمم المتحدة أحياناً، وأحياناً أخرى عند رغبات الكيان الصهيوني، على فتات من الاجراءات لتبقى مسيطرة، على الأقل، على رام الله ومحيطها.
لأن معظم البساط قد سُحب من تحت قدميها في الضفة الغربية، بعدما تمردت غزة على رعايتها.
♦معظم الدول العربية سئمت من إحاطتها للقضية الفلسطينية، وملّت الحروب والصراعات والأكلاف الباهظة من الأموال، وباتت جاهزة لإقامة التطبيع مع اسرائيل بعد اتفاقات السلام التي وقعتها كلٌ من مصر والأردن، والاتفاقات التي انجزتها السلطة الفلسطينية في كامب دايفيد وأوسلو.
♦الرأي العام الدولي ولاسيما الغربي منه بات مهيئاً لممارسة الضغوط، من أجل إيجاد المخارج الميّسرة لتلك القضية، التي لا يبدو أن هناك نهاية لها.
مسايراً في ما تخطط له اللوبيات الصهيونية عبر عواصم تلك الدول، من أجل دعم الدولة اليهودية لتكون الحاضر شبه الوحيد على الأراضي الفلسطينية التي اغتصبتها عام 1948....

فجاء فجر السبت في السابع من تشرين الأول من العام 2023 والأحداث التي خلفتها العمليات الميدانية في "طوفان الأقصى" ليعيد القضية الى النقطة صفر، لا بل اعتبرها البعض وكأنها عادت خمساً وسبعين سنة الى الوراء حين أُجبر الفلسطينيون على ترك أرضهم وممتلكاتهم، والنزوح الى الدول المجاورة من مصر وصولاً الى لبنان ومروراً بالأردن وسوريا.
ولكن هذه المرة كان المشهد مختلفاً وبنسبة مئة وثمانين درجة حيث ظهر المستوطنون اليهود الآتين من مختلف دول العالم ينزحون من أمام وحدات المقاومة في غزة باتجاه الداخل الاسرائيلي وربما أبعد من ذلك بكثير! مما سمح للمراقبين بالتأكد أن غزة قد أعادت فلسطين الى الخريطة العالمية بعد أن حذفتها العديد من الدول عنها.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبعد مئة وأربعة أيام على التدمير الممنهج والقصف الجوي والبري والبحري الذي  لا يرحم الأطفال والنساء والشيوخ بينما  رجال المقاومة يواجهون باللحم الحي "الجيش الذي لا يُقهر" من النقطة صفر.
وهو : من سينقذ غزة من فم التنين الذي لا يبدو أنه سيرتوي من الدماء قبل أن يحقق ما يسميه إما نصراً محققاً، وإما إلغاء كل ما يتعلق بغزة وقطاعها من البشر والحجر!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen